____________________
جعفر (ع): أربعة قد يجب عليهم التمام في السفر كانوا أو في الحضر:
المكاري، والكري والراعي، والاشتقان، لأنه عملهم " (* 1). ومثله مرفوع ابن أبي عمير، بزيادة " الملاح " (* 2). ومقتضى حمل التعليل المذكور على الارتكاز العرفي عموم الحكم لمن كان بانيا على الاستمرار على السفر للتعليم أو للتعلم أو لغير ذلك من الغايات المحللة. فالعمال الذين يسافرون كل يوم من وطنهم إلى الخارج المسافة للعمل ثم الرجوع إلى وطنهم ليلا يتمون صلاتهم، ويصومون شهر رمضان، وإن لم يصدق أن عملهم السفر بل عملهم البناء، أو الحضر، أو نحو ذلك. كل ذلك حملا للتعليل على مقتضى الارتكاز العرفي، وهو الاستمرار على السفر لأي غاية كانت. مضافا إلى ما ورد في التاجر الذي يدور في تجارته، والأمير الذي يدور في إمارته، والجابي الذي يدور في جبايته. فإن هؤلاء شغلهم الجباية، والإمارة، والتجارة التي تكون في السفر، وليس سفر نفسه شغلهم. ولا فرق بينهم وبين العمال المذكورين في أن السفر مقدمة لما هو عملهم.
وحاصل ما يشير إليه التعليل: أن الذي شغله السفر ليس له مقر يسافر عنه، فيكون ممن لا مقر له إلا منازل السفر، فيكون من قبيل من بيته معه، ولذا وجب عليه التمام.
(1) بشرط أن يبلغ المسافة، كما نص عليه في الجواهر. لأن الظاهر من السفر - الذي جعل التمام لمن كان هو عملا له - هو السفر الشرعي، الذي يكون موضوعا للقصر لولا كونه عملا. وقد يشير إلى ذلك خبر إسحاق: " عن الذين يكرون الدواب يختلفون كل الأيام، أعليهم التقصير
المكاري، والكري والراعي، والاشتقان، لأنه عملهم " (* 1). ومثله مرفوع ابن أبي عمير، بزيادة " الملاح " (* 2). ومقتضى حمل التعليل المذكور على الارتكاز العرفي عموم الحكم لمن كان بانيا على الاستمرار على السفر للتعليم أو للتعلم أو لغير ذلك من الغايات المحللة. فالعمال الذين يسافرون كل يوم من وطنهم إلى الخارج المسافة للعمل ثم الرجوع إلى وطنهم ليلا يتمون صلاتهم، ويصومون شهر رمضان، وإن لم يصدق أن عملهم السفر بل عملهم البناء، أو الحضر، أو نحو ذلك. كل ذلك حملا للتعليل على مقتضى الارتكاز العرفي، وهو الاستمرار على السفر لأي غاية كانت. مضافا إلى ما ورد في التاجر الذي يدور في تجارته، والأمير الذي يدور في إمارته، والجابي الذي يدور في جبايته. فإن هؤلاء شغلهم الجباية، والإمارة، والتجارة التي تكون في السفر، وليس سفر نفسه شغلهم. ولا فرق بينهم وبين العمال المذكورين في أن السفر مقدمة لما هو عملهم.
وحاصل ما يشير إليه التعليل: أن الذي شغله السفر ليس له مقر يسافر عنه، فيكون ممن لا مقر له إلا منازل السفر، فيكون من قبيل من بيته معه، ولذا وجب عليه التمام.
(1) بشرط أن يبلغ المسافة، كما نص عليه في الجواهر. لأن الظاهر من السفر - الذي جعل التمام لمن كان هو عملا له - هو السفر الشرعي، الذي يكون موضوعا للقصر لولا كونه عملا. وقد يشير إلى ذلك خبر إسحاق: " عن الذين يكرون الدواب يختلفون كل الأيام، أعليهم التقصير