الموسوعة الفقهية الميسرة - الشيخ محمد علي الأنصاري - ج ٣ - الصفحة ١٥٣
في قولهم: " له منزل " تفيد الاختصاص وهو أعم من الملك. وسيأتي الكلام عن ذلك.
ثم إن القائلين باشتراط الملك اختلفوا في أنه يكفي مجرد الملك، أو لا بد أن يكون منزلا؟
ذهب بعضهم - ولعله المشهور - إلى كفاية مجرد الملك، فتكفي الضيعة في صدق الوطن الشرعي، بل نقل عن بعضهم صدق الوطن الشرعي حتى مع ملك شجرة واحدة.
واشترط بعض آخر كون الملك منزلا، كي تصدق الإقامة. قال صاحب المدارك - بعد قول المحقق: " والوطن الذي يتم فيه، هو كل موضع له فيه ملك قد استوطنه ستة أشهر " -:
" إطلاق العبارة يقتضي عدم الفرق في الملك بين المنزل وغيره، وبهذا التعميم جزم العلامة ومن تأخر عنه، حتى صرحوا بالاكتفاء في ذلك بالشجرة الواحدة... " إلى أن قال:
" والأصح اعتبار المنزل خاصة كما هو ظاهر الشيخ في النهاية (1)، وابن بابويه (2)، وابن البراج (1)، وأبي الصلاح (2)، والمصنف في النافع (3)، لإناطة الحكم به في الأخبار الصحيحة " (4).
وممن يظهر منه اعتبار المنزل: الشيخ في التهذيب (5) والاستبصار (6)، وابن حمزة (7)، وابن إدريس (8)، والمحقق الأردبيلي (9)، والمحدث الكاشاني (10)، وصاحب الذخيرة (11)، وصاحب الحدائق (12)، وصاحب الرياض (13)، ونقل ذلك - في

(١) النهاية: ١٢٤، وجاء فيها: " ومن خرج إلى ضيعة له، وكان له فيها موضع ينزله ويستوطنه، وجب عليه التمام.
فإن لم يكن له فيها مسكن، وجب عليه التقصير ".
(٢) من لا يحضره الفقيه ١: ٤٥١، ذيل الحديث ١٣٠٧، وجاء فيه: "... ومتى لم يرد المقام بها [أي قراه وأرضه] عشرة أيام قصر إلا أن يكون له بها منزل يكون فيه في السنة ستة أشهر، فإن كان كذلك أتم متى دخلها ".
(١) المهذب ١: ١٠٦، وجاء فيه: " ومن مر في طريقه على مال له أو ضيعة يملكها، أو كان له في طريقه أهل أو من جرى مجراهم ونزل عليهم ولم ينو المقام عندهم عشرة أيام كان عليه التقصير "، ولعله استفاد من عدم ذكر المنزل: أنه لو نزل في منزل له لم يقصر.
(٢) الكافي في الفقه: ١١٧، وجاء فيه: " فإن دخل مصرا له فيه وطن فنزل فيه فعليه التمام ".
(٣) المختصر النافع: ٥١، وفيه: " فلو عزم مسافة وله في أثنائها منزل قد استوطنه ستة أشهر، أو عزم في أثنائها إقامة عشرة أيام، أتم ".
(٤) المدارك ٤: ٤٤٣.
(٥) التهذيب ٣: ٢١٢، ذيل الحديث ٥١٤.
(٦) الاستبصار ١: ٢٣٠، ذيل الحديث ٨١٦.
(٧) الوسيلة: ١٠٩.
(٨) السرائر ١: ٣٣١.
(٩) مجمع الفائدة والبرهان ٣: ٣٧٥.
(10) المفاتيح 1: 25، المفتاح 17.
(11) ذخيرة المعاد: 408.
(12) الحدائق 11: 365.
(13) الرياض 4: 417 - 418.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست