ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا.
فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال:
يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟! قال: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا، ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر " (1).
وروى البخاري أيضا عن أنس بن مالك، قال: " إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه - وإنه ليسمع قرع نعالهم - أتاه ملكان فيقعدانه... " (2).
والخلاصة: أن الروايات - من الطرفين - متظافرة على أن الأموات يسمعون كلام الأحياء ويأنسون بهم.
نعم، سماعهم ليس سماعا حسيا بآلة السمع، بل هو سماع برزخي. وتوضيحه يتكفله علم الكلام (3).
لا فرق بين ما يكون المستغاث به قادرا عليه وبين غيره:
فرق ابن تيمية وأصحابه بين ما يكون المستغاث فيه مقدورا للمستغاث به وبين ما لا يكون كذلك، فجوزوا الاستغاثة في الأول دون الثاني، لكن المعروف عند سائر المسلمين عدم