إصرار لغة:
لزوم الشئ والدوام والثبات عليه، والعزيمة على المضي فيه بدون رجعة. وغالبا ما يستعمل في الشر والذنوب (1)، وأصله من الصر، أي الشد، والصرة ما تعقد فيه الدراهم (2).
اصطلاحا:
استعمله الفقهاء في معناه اللغوي إجمالا، إلا أن لهم فيه بحثا في موضوع " الإصرار على الصغائر " عند الكلام عن العدالة، فاختلفوا في ما يتحقق معه الإصرار، ولذلك اختلفت تعاريفهم له. وفيما يلي نذكر مجمل آرائهم في ذلك، فنقول:
1 - عرف السيد المرتضى الإصرار على الصغائر بأنه: " أن لا يندم من المعصية مع العلم بها، أو التمكن من العلم بها، والاستمرار على ذلك، والعزيمة على مثله في القبح، في المستقبل " (3).
2 - وذكر له الشيخ الطوسي تعريفين:
أ - المقام على الذنب من غير إقلاع عنه بالتوبة. نقله عن قتادة وقواه.
ب - فعل الذنب من غير توبة. نقله عن الحسن، وقال: إنه بحكم الإصرار (1).
3 - وقال الشهيد الأول: " والإصرار إما فعلي، وهو المداومة على نوع واحد من الصغائر بلا توبة، أو الإكثار من جنس الصغائر بلا توبة، وإما حكمي، وهو العزم على فعل تلك الصغيرة بعد الفراغ منها. أما من فعل الصغيرة ولم يخطر بباله بعدها توبة، ولا عزم على فعلها، فالظاهر أنه غير مصر، ولعله مما تكفره الأعمال الصالحة: من الوضوء والصلاة والصيام، كما جاء في الأخبار " (2).
4 - وقال الشهيد الثاني: " والمراد بالإصرار على الصغيرة العزم على فعلها بعد الفراغ منها، أو على معاودتها قبله ولو من نوع آخر. ومنه المداومة على نوع واحد من الصغائر بلا توبة، والإكثار من جنس الصغائر بلا توبة. وأما من فعل الصغيرة ولم يخطر بباله بعدها توبة ولا عزم على فعلها ولا أكثر منها ثم عاد إليها، فليس بمصر، ولعله مما يكفره الأعمال الصالحة من الصلاة والصيام، كما جاء في الأخبار، ويظهر من الآية " (3).
5 - وقال في الروضة - مازجا كلامه بكلام