ويا فرج كل مكروب كئيب، ويا غوث كل مخذول فريد... " (1).
ثانيا - الاستغاثة بالأنبياء والأولياء المقربين:
الاستغاثة بالأنبياء والأولياء تكون على أنحاء:
1 - أن يستغاث بهم على أنهم قادرون على تنفيذ ما سئلوا بنحو الاستقلال عن إرادة الله تعالى، بأن تكون إرادتهم وقدرتهم مستقلة وفي عرض إرادة الله وقدرته (2).
وهذا النوع من الاستغاثة حرام، لاستلزامه الشرك، نعوذ بالله تعالى منه.
2 - أن يستغاث بهم على أن تكون إرادتهم مؤثرة مع إرادة الله تعالى، بحيث يكون المستغاث به هو الله تعالى والأنبياء والأولياء في عرض واحد، ويكون التأثير مستندا إليهم على نحو الاشتراك.
وهذا كسابقه.
3 - أن يستغاث بالله تعالى ويجعل هؤلاء وسيلة إليه لقبول الاستغاثة.
وهذه الاستغاثة صحيحة وجائزة بلا ريب ولا إشكال. وما أكثر الأدعية الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) بهذا النحو. فقد جاء في بعض أدعية الصحيفة السجادية: " اللهم يا منتهى مطلب الحاجات، ويا من عنده نيل الطلبات - إلى أن يقول: - وصل على محمد وآله صلاة دائمة نامية لا انقطاع لأبدها، ولا منتهى لأمدها، واجعل ذلك عونا لي وسببا لنجاح طلبتي إنك واسع كريم - إلى أن يقول: - فأسألك بك وبمحمد وآله صلواتك عليهم أن لا تردني خائبا " (1).
وأورد ابن ماجة والترمذي عن عثمان بن حنيف - وصححاه -: " أن رجلا ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال:
فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في