بيته وسطوحه وباب داره بماء الورد، أو يطلي أبواب بيته وجدرانه بالمسك والعنبر ولو كان فقيرا، جاز ذلك، ولم يكن مسرفا... بل المراد: أن الإكثار في هذه الأمور مطلوب، والتجاوز عن الحد في الجملة فيها معفو... " (1).
الإسراف في الإسراج:
ورد الحث على الإسراج وعدم دخول البيت مظلما، وإسراج السراج قبل مغيب الشمس، ومن جملة ما ورد في ذلك:
1 - ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام): " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كره أن يدخل بيتا مظلما إلا بسراج " (2).
2 - وعنه (عليه السلام) أيضا: " إن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق " (3).
وهناك روايات أخرى يظهر منها ذم الإسراج في غير محله، منها:
1 - ما رواه الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصيته لعلي (عليه السلام) قال:
" يا علي، أربعة يذهبن ضياعا: الأكل على الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة عند غير أهلها " (1).
2 - وعن أبي الحسن الثالث، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: " خمس تذهب ضياعا: سراج تقده في شمس، الدهن يذهب والضوء لا ينتفع به، ومطر جود على أرض سبخة: المطر يضيع والأرض لا ينتفع بها، وطعام يحكمه طاهيه يقدم إلى شبعان فلا ينتفع به، وامرأة حسناء تزف إلى عنين فلا ينتفع بها، ومعروف تصطنعه إلى من لا يشكره " (2).
هذا وذكر بعض الفقهاء من جملة آداب المسجد استحباب الإسراج فيه - استنادا إلى ما رواه أنس، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجا، لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج " (3) - ولم يقيدوه بوجود المصلي فيه، بل صرح بعضهم بعموم الاستحباب، قال صاحب المدارك - بعد الحكم بالاستحباب ونقل الرواية -: " ولا يشترط في شرعية الإسراج تردد