والصوم والزكاة ونحوها عن الكافر الأصلي إذا أسلم.
ثانيا - السنة:
استدلوا على قاعدة " الجب " ببعض ما ورد في السنة، مثل:
أ - ما أرسلوه عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو قوله (صلى الله عليه وآله):
" الإسلام يجب ما قبله "، ويطلق عليه: " حديث الجب ".
ب - ما ورد: من " أن الإسلام يهدم ما كان قبله "، وقد يعبر عنه ب: " حديث الهدم ".
ودلالتهما على المطلوب إجمالا واضحة، لكن يقع الكلام في جهتين: سند الحديثين وفي مقدار دلالتهما:
الجهة الأولى - سند الحديثين:
أما " حديث الجب " فقد ورد من طرقنا في تفسير علي بن إبراهيم القمي في موردين:
1 - ما أورده ذيل قوله تعالى: * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها...) * (1)، فقد جاء فيه: "... وقد يكون الرجل بين المشركين واليهود والنصارى يقتل رجلا من المسلمين على أنه مسلم، فإذا دخل في الإسلام محاه الله عنه، لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الإسلام يجب ما كان قبله "، أي يمحو، لأن أعظم الذنوب عند الله الشرك بالله، فإذا قبلت توبته في الشرك قبلت فيما سواه... " (1).
2 - ما أورده ذيل قوله تعالى: * (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا) * (2)، حيث قال - ما خلاصته -: إن القائل هو عبد الله بن أبي أمية أخو أم سلمة (رض) حيث جاء يعرض إسلامه على النبي (صلى الله عليه وآله) عام الفتح، فأعرض عنه، فاستشفع بأخته أم سلمة عند النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله):
" يا أم سلمة إن أخاك كذبني تكذيبا لم يكذبني أحد من الناس، هو الذي قال لي: * (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا...) *، قالت أم سلمة:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألم تقل: إن الإسلام يجب ما كان قبله؟ قال: نعم، فقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إسلامه... " (3).
هذا من طرقنا، وأما من طرق العامة، فقد أورده عديد من محدثيهم عن عمرو بن العاص وغيره في كيفية إسلامهم، منها ما أخرجه أحمد في مسنده في كيفية إسلام عمرو بن العاص، حيث جاء