3 - أن يقول: يا رسول الله - أو يا ولي الله - أسألك الرزق والشفاء و...
وهذا صحيح أيضا إذا كان يعتقد أن الرازق والشافي و... هو الله تعالى لا غير، أو كان غير ملتفت إلى هذا المعنى أصلا، لكن لو التفت إليه لالتزم به، كما هو عليه عامة الناس.
أما إذا كان معتقدا بأن النبي أو الولي هو الرازق والشافي واقعا دون الله تعالى، فغير صحيح وغير جائز، بل هو شرك، كما تقدم.
نعم، ينبغي إرشاد الناس وتعليمهم كيفية الاستغاثة بغير الله تعالى لتكون أبعد عن الشبهة.
ثالثا - الاستغاثة بغير الأنبياء والأوصياء والأولياء (عليهم السلام):
تجوز الاستغاثة بغير الأنبياء والأوصياء والأولياء إذا لم تستلزم عنوانا ثانويا محرما، كالاعتقاد برازقية المستغاث به أو قدرته المطلقة على شفاء المريض، ونحو ذلك مما يستلزم الاعتقاد بقدرة المستغاث به استقلالا أو اشتراكا مع الله، تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
فإذا استلزمت الاستغاثة هذا المعنى مع التفات المستغيث صارت محرمة.
ومن موارد الاستغاثة المحرمة استغاثة الظالم بغيره في ظلمه، وتحرم إغاثته أيضا.
وإذا لم تستلزم الاستغاثة بالمخلوقين المحذورين المتقدمين ونحوهما فهي جائزة، فيجوز أن يستغيث إنسان بإنسان آخر لدفع الظالم عن نفسه أو غيره، بل قد تجب في ظروف خاصة، وسيأتي بيان ذلك. وقد ورد الحث على إغاثة المستغيثين والملهوفين، كما سنشير إليه.
ولا يشترط في جواز الاستغاثة أن يكون المستغاث به مسلما إذا دعت الضرورة إليها، فتجوز الاستغاثة بالكافر، كما إذا دهم المسلمين عدو لا يقدرون على دفعه إلا بالاستغاثة بالكافرين، ولا يشترط في وجوب الإغاثة أن يكون المستغيث مسلما، فتجب إغاثة الكافر إذا استغاث بالمسلم ولم يكن هناك عنوان طارئ يجعل إغاثته محرمة (1).
وقد تقدم ما يتصل بالموضوع في عنوان " استعانة " فراجع.
رابعا - الاستغاثة بالملائكة:
حكم الاستغاثة بالملائكة حكم الاستغاثة بالأنبياء والأولياء، فما يجوز هناك يجوز هنا، وما لا يجوز هناك لا يجوز هنا. ومن موارد عدم الجواز،