أولا - إسلام الكافر الأصلي:
يتحقق إسلام الكافر الأصلي بالقول والفعل والتبعية:
1 - تحقق الإسلام بالقول:
القدر المتيقن مما يتحقق به الدخول في الإسلام هو التلفظ بالشهادتين (1)، أي قول: " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ".
ولا حاجة عندنا - كما قيل - إلى ضم البراءة من كل دين غير دين الإسلام، إلى ذلك، وإن كان ضمه آكد (2).
هذا هو المعروف بين الإمامية، إلا أن السيد الخوئي رغم تصريحه بذلك في عدة مواطن، يظهر منه في مواطن أخرى لزوم الاعتراف بالمعاد أيضا.
قال:
" قد اعتبر في الشريعة المقدسة أمور على وجه الموضوعية في تحقق الإسلام، بمعنى أن إنكارها أو الجهل بها يقتضي الحكم بكفر جاهلها أو منكرها وإن لم يستحق بذلك العقاب لاستناد جهله إلى قصوره وكونه من المستضعفين:
فمنها: الاعتراف بوجوده جلت عظمته ووحدانيته...
ومنها: الاعتراف بنبوة النبي (صلى الله عليه وآله) ورسالته...
ومنها: الاعتراف بالمعاد وإن أهمله فقهاؤنا (قدس سرهم) إلا أنا لا نرى لإهمال اعتباره وجها، كيف وقد قرن الإيمان به بالإيمان بالله سبحانه في غير واحد من الموارد... " (1).
ومن الموارد التي صرح فيها بكفاية الشهادتين، قوله:
" أما الإسلام، فيكفي في تحققه مجرد الاعتراف وإظهار الشهادتين باللسان وإن لم يعتقدهما قلبا... " (2).
وقوله: " إن الإسلام يدور مدار الإقرار بالشهادتين، وبذلك يحرم ماله ودمه، والروايات الدالة على هذا متظافرة بين الفريقين... " (3).
ولعل وجه الجمع بين كلماته: أن الاعتراف بالشهادتين والمعاد محقق للإسلام، وإظهار الشهادتين كاشف عنه.
وعلى أي تقدير، فالمشهور ما تقدم من كفاية الشهادتين لدخول الكافر في الإسلام، ولا يحتاج إلى العلم باعتقاده بذلك قلبا، نعم يجب أن لا يكون تلفظه بالشهادتين على نحو الاستهزاء أو التقليد