والسمعة، أما لهما فحرام " (1).
3 - ولما دخل الإمام علي (عليه السلام) على العلاء بن زياد الحارثي - وهو من أصحابه - يعوده، ورأي سعة داره، قال:
" ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا، وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج؟ وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة: تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة " (2).
ومن المحتمل أن داره كانت واسعة، وكان فيها من البناء ما أثار اعتراض أمير المؤمنين (عليه السلام).
ويستفاد من هذا النص: أن المرفوض هو اتخاذ الدور والأبنية الكثيرة من دون أن تكون موردا للاستفادة، وأما لو استفيد منها بنحو ما - كالمذكور في النص - فلا بأس به.
ولذلك ذكر كاشف الغطاء من جملة مكروهات المنزل البناء مع عدم الحاجة، فقال:
" ومنها: البناء مع عدم الحاجة " (3).
4 - ورد النهي عن رفع بناء البيوت، وفي بعضها: ينادى: " أين تريد يا فاسق " أو "... يا أفسق الفاسقين " (1).
وذكر كاشف الغطاء ذلك من جملة مكروهات المسكن، فقال: "... ومنها رفع بناء البيوت فوق سبعة أذرع، ورخص في الثمانية، فإذا زاد على ذلك نودي: أين تريد يا أفسق الفاسقين " (2).
وأما ما ورد من أنه: " من بنى فاقتصد في بنائه لم يؤجر " (3)، فالمراد منه: الترغيب في استحكام البناء مع غض النظر عن كميته وكيفيته.
الإسراف في تجهيز الميت:
أولا - الكفن:
الإسراف في الكفن يمكن فرضه في عدد الأكفان وفي نوعها:
1 - الإسراف في عدد الأكفان:
إن عدد الأكفان الواجبة والمستحبة للرجل خمسة، وللمرأة سبعة، وصرح جملة من الفقهاء: بأن ما زاد على المقدار الموظف - مهما كان - إتلاف للمال وإسراف فيه.
قال الشيخ الطوسي: " والكفن المفروض