3 - وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: " دخل قوم على الحسين بن علي (عليهما السلام) فقالوا: يا بن رسول الله، نرى في منزلك أشياء نكرهها! - رأوا في منزله بسطا ونمارق - فقال (عليه السلام): إنا نتزوج النساء فنعطيهن مهورهن فيشترين ما شئن، ليس لنا منه شئ " (1).
وقال كاشف الغطاء - في جملة مكروهات المسكن -: "... ومنها اتخاذ أكثر من ثلاثة فرش، وكثرة البسط والوسائد، والمرافق، والنمارق إلا مع الحاجة " (2).
الإسراف في المسكن:
من المرغوب فيه أن تكون للإنسان دار وسيعة، فقد روي مستفيضا عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة من آله (عليهم صلوات الله): أن " من سعادة الرجل سعة منزله " (3)، وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
" من شقاء العيش ضيق المنزل " (4)، وعن معمر بن خلاد، قال: " إن أبا الحسن (عليه السلام) اشترى دارا وأمر مولى له يتحول إليها، وقال له: إن منزلك ضيق.
فقال له المولى: قد أجزأت هذه الدار لأبي، فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن كان أبوك أحمق فينبغي أن تكون مثله؟ " (1).
ومع ذلك فقد ورد في عدة روايات الاكتفاء في بناء المنازل على الكفاف، منها:
1 - ما رواه حميد الصيرفي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كل بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه يوم القيامة " (2).
2 - وفي خبر المناهي، قال النبي (صلى الله عليه وآله): " من بنى بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة من الأرض السابعة، وهو نار تشتعل، ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار، فلا يحبسه شئ منها دون قعرها إلا أن يتوب. قيل: يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة؟
قال: يبني فضلا على ما يكفيه، استطالة منه على جيرانه، ومباهاة لإخوانه " (3).
ولا منافاة بين سعة الدار والاكتفاء بالمقدار اللازم من البناء، وبه يمكن الجمع بين الروايات المتقدمة ونحوها.
وقال كاشف الغطاء - في جملة مكروهات المسكن -: "... ومنها تشييد البناء لغير الرياء