كانت هذه أهم المعاني التي ذكرها اللغويون للإسراف، والذي يهمنا منها في بحثنا هذا هي المعاني الستة الأول، ومرجعها إلى المعنى الأول (1)، وهو:
مجاوزة القصد، أي الحد الوسط، وحد الاعتدال، كما سنشير إليه.
والمستفاد من مجموع المعاني اللغوية: أن الإسراف يتصور في كل شئ وإن كان في الإنفاق أشهر، كما قال الراغب الإصفهاني: " السرف تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر " (2).
وهناك عناوين أخرى لا بد من بيان معانيها، لما لها من الصلة بعنوان " الإسراف "، وهي:
1 - التبذير:
قال الراغب: " التبذير: التفريق، وأصله إلقاء البذر وطرحه، فاستعير لكل مضيع لماله " (3).
وقال الفيومي: " بذرت الحب إذا ألقيته للزراعة... وبذرت الكلام (1): فرقته، وبذرته - بالتثقيل - مبالغة... ومنه اشتق التبذير في المال، لأنه تفريق في غير القصد " (2).
وقال الخليل: " التبذير: إفساد المال وانفاقه في السرف... وقيل: التبذير إنفاق المال في المعاصي، وقيل: هو أن يبسط يده في إنفاقه حتى لا يبقي منه ما يقتاته " (3).
وعلى هذه التعاريف يكون التبذير والإسراف متقاربين تقريبا، إلا أنه قد فرق بينهما بفارق أساسي، فقيل: " إن التبذير: الإنفاق فيما لا ينبغي، والإسراف: الصرف زيادة على ما ينبغي " (4)، أو " إن الإسراف: صرف أكثر مما ينبغي، والتبذير: الصرف الذي لا ينبغي " (5)، أو " إن السرف: هو الجهل بمقادير الحقوق، والتبذير: