الفرق، فيجوز طلب الرزق والعافية وطول العمر ونحوها مما لا يقدر عليه العبد من مثل النبي (صلى الله عليه وآله) والولي، لكن على نحو ما مر، بأن يكون المستغاث به وسيلة إلى الله تعالى، أو يستغاث بالله ويجعل المستغاث به شفيعا إليه تعالى، ونحو ذلك مما مر.
وهذا لا يستلزم شركا ولا حرمة، فقد أسند الله تعالى الإحياء وشفاء المرضى إلى عيسى (عليه السلام)، فقال: * (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني) * (1) ونحوها آية أخرى (2).
فإن الخالق والمبري والمحيي الحقيقي هو الله تعالى، لكن جعله - لمصلحة ما - على يد عيسى (عليه السلام) وأسنده إليه مجازا، فيكون من قبيل: " جرى الميزاب " و * (واسأل القرية) * (3) فإن الجاري هو الماء لكن أسند إلى الميزاب مجازا، كما أن المسؤول هو أهل القرية لكن أسند إلى القرية مجازا.
وبعبارة أخرى: كل شئ يكون مقدورا للعبد بإذن الله تعالى، فإذا كان العبد مقربا إليه تعالى، وسأله حاجة وأذن بقضائها، فيكون ذلك الشئ مقدورا لذلك الشخص، بمعنى سؤاله قضاءها منه تعالى (4).
وأما الفرق بين الحياة والممات فقد تقدم الجواب عنه.
صيغ الاستغاثة بالله تعالى والأنبياء والأولياء:
أما الاستغاثة بالله تعالى فصيغتها واضحة، وهي أن يقول: إلهي أغثني، أو أستغيث بك يا الله، أو يا الله ارحمني، أو ارزقني، أو تب علي... وهكذا فكل ذلك لا إشكال فيه.
وأما الاستغاثة بالأنبياء والأولياء فيمكن أن تكون على أحد أنحاء ثلاثة:
1 - أن يقول: يا رسول الله - أو يا ولي الله - ادع الله أن يرزقني، ويشفي مريضي، و... وهذا لا إشكال فيه، كما تقدم.
2 - أن يقول: أسألك يا الله بحق رسولك ونبيك، أو وليك أن ترزقني، أو تشفي مريضي...
وهذا لا إشكال فيه أيضا على ما تقدم.