كان ينظر في المرآة، ويرجل جمته، ويمتشط، وربما نظر في الماء وسوى جمته فيه، ولقد كان يتجمل لأصحابه فضلا على تجمله لأهله، وقال: إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمل " (1).
2 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ليتزين أحدكم لأخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة " (2).
3 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " أبصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا شعثا شعر رأسه، وسخة ثيابه، سيئة حاله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من الدين المتعة " (3).
4 - وعن يوسف بن إبراهيم عن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضا قال: " البس وتجمل، فإن الله جميل يحب الجمال، وليكن من حلال " (4).
5 - وعن عبد الله بن جبلة - في حديث -:
أنه قال له أبو الحسن (عليه السلام): "... إنكم قوم أعداؤكم كثير، عاداكم الخلق يا معشر الشيعة، إنكم قد عاداكم الخلق، فتزينوا لهم بما قدرتم عليه " (1).
6 - وعن الحسن بن الجهم، قال: " قلت لعلي بن موسى (عليه السلام): خضبت؟! قال: نعم، بالحناء والكتم، أما علمت أن في ذلك لأجرا، إنها تحب أن ترى منك مثل الذي تحب أن ترى منها - يعني المرأة في التهيئة - ولقد خرجن نساء من العفاف إلى الفجور، ما أخرجهن إلا قلة تهيؤ أزواجهن " (2).
وعد كاشف الغطاء من مستحبات اللباس:
" أن يتزيا بأحسن زي قومه... ومنها: تزين المسلم للمسلم، وللغريب، ولأهله وأصحابه، وأن ينظر في المرآة ويتمشط، ومنها: التزين لأعداء الدين بقدر المقدور " (3).
ولكن كل ذلك مشروط بعدم تجاوزه عن حد الاعتدال وعما يليق بالإنسان، فقد سبق عن الفاضل النراقي: " أن الاقتصاد هو صرف المال فيما يحتاج إليه، أو فيما يترتب عليه فائدة مقصودة للعقلاء، بقدر ما يليق بحاله. ومن الفوائد المقصودة:
التجمل والزينة المندوب إليها شرعا، بشرط أن لا يتجاوز القدر اللائق " (4).