من الرزق) * " (1).
6 - وروى مصدق بن صدقة قال: " دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله (عليه السلام) فرأى عليه ثياب بيض كأنها غرقى البيض (2)، فقال له: إن هذا اللباس ليس من لباسك! فقال له: اسمع مني وع ما أقول لك، فإنه خير لك عاجلا وآجلا، إن أنت مت على السنة ولم تمت على بدعة (3)، أخبرك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في زمان مقفر جدب، فأما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها، ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري؟! فوالله إني لمع ما ترى ما أتى علي - مذ عقلت - صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا إلا وضعته... " (4).
7 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) عبد الله بن عباس إلى ابن الكوا (5) وأصحابه، وعليه قميص رقيق وحلة، فلما نظروا إليه قالوا: يا بن عباس، أنت خيرنا في أنفسنا، وأنت تلبس هذا اللباس؟! فقال: وهذا أول ما أخاصمكم فيه * (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) * (1) وقال الله عز وجل:
* (خذوا زينتكم عند كل مسجد) * (2) " (3).
والروايات في ذلك كثيرة، ويستفاد من مجموعها: أن لبس اللباس النظيف والنقي والجميل ليس إسرافا (4)، بل مندوب إليه شرعا إذا لم يصل