مصباح الفقاهة - السيد الخوئي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٥
للإمام (عليه السلام)، كحسنة علي بن إبراهيم (1) ورواية العياشي عن أبي بصير (2)، فإن ما كان عامرا بالأصالة من الأرض فهي للإمام (عليه السلام).
نعم في مرسلة علي بن إبراهيم عن حماد عن بعض أصحابنا عن العبد الصالح (عليه السلام) تقييد الأرض التي لا رب لها بكونها ميتة (3)، ولكن لا يدل ذلك على التقييد واختصاص الحسنة أيضا بالميتة.
أما إذا لم نقل بثبوت المفهوم للوصف، كما لم نقل، فواضح، فإن القيد التي للغالب، فإن القول بمفهوم الوصف من جهة أن لا يكون القيد لغوا، وإذا اعتذرنا عن عدم لغوية القيد بجملة مورد على الغالب فلا يكون الوصف لغوا فلا ينحصر عدم اللغوية باثبات المفهوم فقط.
وأما بناء على القول بمفهوم الوصف كما مشي المصنف على هذا المبني، فأيضا لا يصلح للتقييد، فإنه:
أولا: إنما يوجب الاحتراز والتقييد دالا على المفهوم إذا لم يرد مورد الغالب كما في المتن، وإلا فلا مفهوم له، كما في قوله تعالى: وربائبكم

١ - عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الأنفال، فقال: هي القري التي قد خربت وانجلي أهلها فهي لله وللرسول، وما كان للملوك فهو للإمام - إلى أن قال: - وكل أرض لا رب لها - الحديث (تفسير القمي ١: ٢٥٤، عنه الوسائل ٩: ٥٣١)، حسنة بإبراهيم بن هاشم.
٢ - عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لنا الأنفال، قلت: وما الأنفال؟ قال: منها المعادن والآجام، وكل أرض لا رب لها، وكل أرض باد أهلها فهو لنا (تفسير العياشي ٢: ٤٨، عنه الوسائل ٩: ٥٣٣)، ضعيفة للارسال.
٣ - عن العبد الصالح (عليه السلام) في حديث: والأنفال كل أرض خربة قد باد أهلها، وكل أرض لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ولكن صالحوا صلحا وأعطوا بأيديهم على غير قتال، وله رؤوس الجبال وبطون الأودية والآجام، وكل أرض ميتة لا رب لها - الحديث (الكافي ١: ٤٥٣، عنه الوسائل 9: 524)، ضعيفة للارسال.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست