نعم، ذات العلة لا بوصفها والمتقدم لا بوصفه يوجد أولا، ثم يوجد الثاني بعد انعدام الأول، وإلا فهذه الإضافات متكافئات لا يتقدم شئ منها على المضاف الآخر حتى في الرتبة العقلية.
فإن قلت: إن إسراء المذكور إلى المقام خلط بين الحقائق والاعتباريات، والإضافة الاعتبارية بين الموجود والمعدوم لا مانع منها.
قلت: نعم، قياس الاعتبار بالتكوين أمر غير صحيح، لكن للمقام خصوصية:
وهي أن الإضافة - ولو الاعتبارية منها - نحو إشارة، ولا تمكن الإشارة إلى المعدوم، فإن الإشارة إلى شئ نحو إثبات شيئية له، فإذا تحققت الإضافة بين الموجود والمعدوم ولو اعتبارا، يلزم إثبات الوجود للمعدوم في حال عدمه، وهو محال.
وإن شئت قلت: لو صحت هذه الإضافة فلا بد من صدق قولنا: المعدوم مضاف وثبوت شئ لشئ فرع ثبوت المثبت له، فلزم المحذور (1).