وأجيب عنه: بأن المراد من الآيتين وأمثالهما هو: أن الكفار المصرين على الباطل لن ينتفعوا بالتذكير والموعظة، كما أن الأموات الذين صاروا إلى قبورهم لن ينتفعوا بالتذكير والموعظة بعد أن خرجوا من الدنيا على كفرهم (1).
هذا وقد استفاضت الروايات من الطرفين - الشيعة والسنة - بأن الأموات يسمعون كلام الأحياء ويأنسون بهم، فقد روى الكليني في الكافي بسند صحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) في زيارة القبور، قال: " إنهم يأنسون بكم، فإذا غبتم عنهم استوحشوا " (2).
وروى عنه (عليه السلام) بسند صحيح أيضا، قال:
" إن المؤمن ليزور أهله فيرى ما يحب ويستر عنه ما يكره، وإن الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره ويستر عنه ما يحب، قال: ومنهم من يزور كل جمعة، ومنهم من يزور على قدر عمله " (1).
وروى أيضا في كيفية زيارة قبور المؤمنين عن عبد الله بن سنان، قال: " قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف التسليم على أهل القبور؟ فقال: نعم، تقول: السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين، أنتم لنا فرط، ونحن إن شاء الله بكم لاحقون " (2).
وقد ورد في صحيح مسلم عن عائشة: أنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم - كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم - يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد " (3).
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما - واللفظ للثاني -: " أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال:
يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن