إرث لغة:
الأصل، القديم، البقية من الأصل أو الشئ، وأصل الألف فيه واو. والإرث والميراث بمعنى واحد. وأصل الياء في الميراث واو أيضا (1).
قال الراغب الإصفهاني: " الوراثة والإرث:
انتقال قنية إليك عن غيرك من غير عقد ولا ما يجري مجرى العقد. وسمي بذلك المنتقل عن الميت، فيقال للقنية الموروثة: ميراث وإرث " (2).
فعلى ما قاله قد يطلق الإرث على نفس المعنى المصدري، وهو الانتقال، ويقال له: الورث والوراثة أيضا، وقد يطلق على المعنى الاسمي، وهو المنتقل، ويقال له: الميراث أيضا.
اصطلاحا:
عرف الميراث بمعناه المصدري - المرادف للإرث - أنه: " استحقاق إنسان بموت آخر - بنسب أو سبب - شيئا بالأصالة " (3)، وعرف بمعناه الاسمي أنه: " ما يستحقه إنسان بموت آخر - بنسب أو سبب - بالأصالة " (1).
وقد يطلق على المواريث عنوان " الفرائض " أيضا، وهو لغة: جمع " الفريضة " من الفرض بمعنى الإيجاب والإلزام والتقدير والتحديد (2).
واصطلاحا: ما فرضه الله تعالى في كتابه الكريم من سهام الإرث.
وبهذا الترتيب تكون الفرائض أخص من المواريث، لأن المواريث تشمل ما فرضه الله تعالى في كتابه، وما بينه رسوله (صلى الله عليه وآله) (3).
الإرث عند الأمم قبل الإسلام (4):
للإرث جذور فطرية، ولذلك يمتد تأريخه مع تأريخ الإنسان نفسه، ولا يمكن معرفة بدئه بالتحديد، نعم تطورت كيفيته - كتطور سائر جوانب حياة الإنسان - باختلاف الأزمنة والأمكنة. والحالة المشتركة التي كانت تجمع بين قوانين الإرث المعهودة آنذاك هي: أن الإرث كان حقا للقوي، وأما الضعيف فكان يحرم - غالبا - منه.
فمثلا كان الرومانيون يفرضون للبيت