إذا هاله شئ فزع إلى الصلاة، ثم تلا هذه الآية:
* (واستعينوا بالصبر والصلاة) * " (1).
وفسر الصبر في بعض الأحاديث بالصوم، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
* (واستعينوا بالصبر...) * " قال: الصبر الصيام.
وقال: إذا نزلت بالرجل النازلة الشديدة فليصم، فإن الله عز وجل يقول: * (واستعينوا بالصبر...) * يعني الصيام " (2).
حكمة الاستعانة بالله تعالى:
حكمة الاستعانة بالله تعالى واضحة، لأنه لا معين في الحقيقة إلا الله سبحانه. ومما يؤدي - في المآل - إلى الاستعانة به تعالى هو الصبر والصلاة اللذان أمر الله بالاستعانة بهما، لأن الصبر - مهما فسرناه - يقوي عزيمة الإنسان وإرادته فيصغر عنده كل أمر عظيم ونازلة تنزل به.
وأما الصلاة، فإن المصلي حينما يقول في صلاته: * (إياك نعبد وإياك نستعين) * فيعني أنه أقبل إلى الله تعالى والتجأ وانقطع إليه، ومثل هذه الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
فالصبر والصلاة عاملان لتربية الروح الإنسانية للصمود أمام الرغبات والشهوات التي هي أساس أكثر المشاكل التي تواجه الإنسان (1).
2 - الاستعانة بغير الله تعالى:
الاستعانة بغير الله تعالى قد تكون محرمة، كالاستعانة بالسحر والشعبذة، وهذا سوف يأتي بيانه.
وقد تكون محللة، كالاستعانة بالإنسان، وبغيره.
أ - الاستعانة بالإنسان:
الأصل جواز استعانة إنسان بإنسان آخر، لقوله تعالى: * (وتعاونوا على البر والتقوى...) * (2) إلا إذا استلزم محرما، كإذلال المستعين والاستهانة به وتحقيره، أو إذلال مؤمن آخر، ومن ذلك الاستعانة بالكفار فيما يحرم مباشرتهم له، كتعمير المساجد، والمصاحف، والذبح، والصيد ونحو ذلك.
ويستثنى من ذلك موارد الاضطرار الرافع للحرمة.
قال الطبرسي: " إن الاستعانة بالعباد في رفع المضار والتخلص من المكاره جائز غير منكر ولا قبيح، بل ربما يجب ذلك، وكان نبينا (صلى الله عليه وآله) يستعين فيما ينوبه بالمهاجرين والأنصار وغيرهم، ولو كان قبيحا لم يفعله " (3).