وبعد روحي، ولكل منهما صحة وسقم، والقرآن كما هو سبب لصحة الروح، لما فيه من البيان الذي يزيل الجهل والشك، فهو يمكن أن يكون سببا لصحة الجسم إذا استشفي به. فقد وردت نصوص متظافرة في الاستشفاء بالقرآن (1)، من جملتها ما رواه الطبرسي (2) عن أبي عبد الله (عليه السلام): " قال:
تضع يدك على موضع الوجع وتقول: " اللهم إني أسألك بحق القرآن العظيم الذي نزل به الروح الأمين، وهو عندك في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم، أن تشفيني بشفائك، وتداويني بدوائك وتعافيني من بلائك " ثلاث مرات، وتصلي على محمد وأهل بيته " (3).
2 - الاستشفاء بالتربة الحسينية:
يجوز الاستشفاء بتراب قبر الإمام الحسين ابن علي (عليهما السلام) بإجماع الإمامية، للنصوص المستفيضة التي ادعي تواترها (4)، ومن جملتها ما رواه سعد بن سعد، قال: " سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الطين؟ فقال: أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير إلا طين الحائر [قبر الحسين]، فإن فيه شفاء من كل داء، وأمنا من كل خوف... " (1).
النهي عن أكلها بدون قصد الاستشفاء:
ورد النهي عن أكل التربة الحسينية بدون قصد الاستشفاء، وأفتى طبقه الفقهاء (2)، فقد روى حنان بن سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام): " قال: من أكل من طين قبر الحسين (عليه السلام) غير مستشف به، فكأنما أكل من لحومنا " (3)، وفي حديث آخر: " من أكله بشهوة لم يكن له فيه شفاء " (4).
لكن نقل عن الشيخ الطوسي جواز أكله يومي العيدين، وعصر عاشوراء تبركا (5)، إلا أن بعض الفقهاء رد ذلك، قال الشهيد في المسالك:
" واحترز المصنف بقوله: للاستشفاء بها، عن أكلها بمجرد التبرك، فإنه غير جائز على الأصح، وإنما يجوز تناولها للاستشفاء بها من المرض الحاصل " (6)، وقال سبطه في المدارك في أعمال يوم العيد: " ولا يجوز الإفطار على التربة الحسينية إلا بقصد الاستشفاء لمن كان به علة، كغيره من