وصفة للنوع، كما إذا افترضنا أن سواد بشرة الإنسان الإفريقي كان من اقتضاءات نوع الإنسان الإفريقي، وشك في بقاء ذلك في هذا الجيل منهم، فإنه يمكن إجراء استصحاب سواد بشرة الإنسان الإفريقي، لأن العرف حاكم ببقاء نوع الإنسان الإفريقي رغم تبدل أفراده (1).
استصحاب الأمور التدريجية:
إن المستصحب تارة لم يكن تدريجيا كما في استصحاب طهارة الثوب وعدالة زيد، ويسمى بالأمور القارة، وتارة يكون تدريجيا، وهو على ثلاثة أقسام:
1 - الزمان، مثل الليل، والنهار، ونحوهما.
2 - الزمانيات، مثل الحركة، والنبع، والسيلان، والتكلم ونحوها.
3 - الأمور المقيدة بالزمان، مثل الإمساك في النهار، والوقوف عند الزوال ونحو ذلك.
والكلام - هنا - يقع في الأقسام الثلاثة:
أولا - استصحاب الزمان:
إن استصحاب الزمان قد يكون بنحو مفاد " كان " التامة، وقد يكون بنحو مفاد " كان " الناقصة.
أ - استصحاب الزمان بنحو مفاد " كان " التامة:
وذلك كما إذا علمنا بوجود الليل قبل ساعة، ثم شككنا في ارتفاعه الآن فنستصحب بقاءه، ونقول: كان الليل قبل ساعة، فالآن باق أيضا.
ولا إشكال في هذا الاستصحاب عدا ما يتوهم من أن الزمان أمر متجدد ومنصرم، فلا بقاء له كي يستصحب، وبعبارة أخرى: إن الجزء المتيقن هو الجزء المتقدم من الليل الذي علمنا بوجوده قبل ساعة، وهو الآن منعدم يقينا، والجزء المشكوك من الزمان هو الذي نحن فيه، وهو غير المتقدم، فيكون ما تعلق به اليقين غير ما تعلق به الشك.
وهذا الإشكال مندفع بما قالوا: من أن الزمان وإن كان متجددا ومتصرما إلا أن لمثل الليل والنهار ونحوهما وحدة عرفية تشمل ما بين المبدأ والمنتهى من تلك القطعة من الزمان وإن تكونت من آنات وأجزاء مختلفة ومنصرمة، وهذه الوحدة كافية لما نحتاجه في الاستصحاب من وحدة متعلق اليقين والشك، فيكون ما تعلق به اليقين - في المثال