إرادة مقدمة:
قبل بيان حقيقة الإرادة وما يتعلق بها من أبحاث نرى من اللازم أن نشير إلى سبب تعرض الأصوليين لهذا الموضوع في كتبهم الأصولية فنقول:
لما ينتهي الأصوليون في البحث عن موضوع " الأمر " وأنه يدل على الطلب إجمالا - مع غض النظر عن أنه يدل على مطلق الطلب، أو الطلب المطلق أو الطلب الخاص - يبحثون عن حقيقة الطلب وهل هو متحد مع الإرادة - أي أنهما شئ واحد - أو هما مختلفان؟
وبهذه المناسبة تورطوا في البحث فيما ذهب إليه الأشاعرة من اتحادهما وما ترتب على ذلك من القول بالكلام النفسي، ثم البحث في الجبر والاختيار بمناسبة البحث عن الإرادة.
وفيما يلي نشير إلى إجمال هذه الموضوعات بالمقدار الذي تسعه الموسوعة، فنقول:
الإرادة لغة:
بمعنى " المشيئة "، وقد تستعمل مشتقاتها بمعنى " الطلب "، مثل: ارتاد الماء، أي: طلبه، ومنه الرائد، وهو الذي يرسل في طلب الماء والكلأ.
ورواد العلم: طالبوه (1).
الإرادة اصطلاحا:
اختلف الأصوليون - تبعا لاختلاف الفلاسفة والمتكلمين - في تفسير الإرادة، ويتجلي هذا الخلاف في الإرادة الإلهية، وفيما يلي نشير إلى أهم الآراء في الموردين: الإرادة في الله تعالى، والإرادة في الإنسان: