قالوا: وتظهر الثمرة - بناء على قول المفيد - بتوريث كل منهما مما ورثه الآخر (1).
هذا وبقيت طوائف أخرى ذكر الفقهاء كيفية توريثها، وقد تعرضنا لبعضها فيما سبق، وسوف يأتي التعرض لبعضها الآخر في المواطن المناسبة.
فقد تكلمنا - مثلا - في ميراث " ولد الملاعنة " و " الغائب " عند البحث في موانع الإرث.
وسيأتي التعرض لميراث " الخنثى " و " المجوس " في هذين العنوانين، إن شاء الله تعالى.
إرجاف لغة:
الرجف هو الاضطراب الشديد، يقال:
رجفت الأرض والقلب. ويقال: البحر رجاف، لاضطرابه. وقال تعالى: * (يوم ترجف الأرض والجبال) * (2).
والإرجاف: إيقاع الرجفة، إما بالفعل وإما بالقول، وأرجف الناس في الشئ: إذا خاضوا فيه واضطربوا، وأرجف القوم: إذا خاضوا في الأخبار السيئة، من الفتنة ونحوها (1).
اصطلاحا:
الإرجاف وإن كان عاما يشمل كل خبر يوجب الاضطراب في المجتمع، إلا أن المراد منه - في الفقه - هو نشر الأخبار الكاذبة المضعفة لقلوب المسلمين، من جهة سياسية أو عسكرية، بأن يقال:
اجتمع المشركون في موضع كذا قاصدين لحرب المسلمين ونحو ذلك، أو يقال بالنسبة لسرايا المسلمين: إنهم قتلوا وهزموا (2).
الأحكام:
أولا - الحكم التكليفي:
لا إشكال في حرمة الإرجاف - تكليفا - لنص الكتاب، قال تعالى: * (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا