آنفا في التفسير الأول للإرادة قائلا: " هذا الذي ذكروه تصوير للإرادة الذاتية التي هي عين الذات - إن صح تصويرهم - وأما الإرادة التي في الأخبار فهي الإرادة التي هي من الصفات الفعلية، كالرزق، والخلق، وهي نفس الموجود الخارجي: من زيد، وعمرو، والأرض، والسماء، كما ذكره شيخنا المفيد (رحمه الله). ط " (1).
ثانيا - معنى الإرادة في الإنسان:
ذكروا عدة تفاسير للإرادة في الإنسان، نذكر أهمها، وما هو المعروف عندنا منها:
الأول - تفسير الأشاعرة:
فسر الأشاعرة الإرادة - حسبما نقل عنهم -:
بأنها صفة مخصصة لأحد طرفي المقدور، وهي مغايرة للعلم والقدرة (2).
الثاني - تفسير المعتزلة:
وفسرها المعتزلة: بأنها اعتقاد النفع، وفسروا الكراهة باعتقاد الضرر، لأن نسبة القدرة إلى طرفي الفعل والترك بالسوية، فإذا حصل في القلب اعتقاد النفع لأحد الطرفين يرجح بسببه ذلك الطرف، ويصير الفاعل مؤثرا مختارا (3).
الثالث - التفسير المعروف:
لعل المعروف - وخاصة بين المتأخرين منا - تعريف الإرادة بأنها: الشوق الأكيد المحرك للعضلات لتحصيل المراد، قال صدر المتألهين الشيرازي: " الإرادة فينا شوق متأكد - يحصل عقيب داع هو تصور الشئ الملائم تصورا علميا أو ظنيا أو تخيليا - موجب لتحريك الأعضاء الآلية لأجل تحصيل ذلك الشئ " (1).
لكن يظهر منه - في الأسفار - ومن غيره: أن الإرادة ليست بهذا المعنى دائما (2)، لأنه قد يقدم الإنسان على شئ ويريده من دون اشتياق إليه، كشرب الدواء المر.
وفي هذا المجال بحوث كثيرة لا يسعنا الدخول فيها.
مبادئ الإرادة:
ذكروا للإرادة مبادئ ومقدمات لا بد من توفرها كي تتحقق الإرادة، واختلفوا في تعدادها،