مسالك الأفهام - الشهيد الثاني - ج ١٥ - الصفحة ٤١٦
ولا اعتبار بقدر المقطوع من الصحيح، بل الاعتبار بما يذهب من الحروف. فلو قطع نصفه، فذهب ربع الحروف، فربع الدية. وكذا لو قطع ربع لسانه، فذهب نصف كلامه، فنصف الدية.
ولو جنى آخر، اعتبر بما بقي، وأخذ بنسبة ما ذهب بعد جناية الأول.
____________________
عليه حروف المعجم، فما لم يفصح به منها يؤدى بقدر ذلك من الدية، وهي تسعة وعشرون حرفا» (1).
ولم يبينها، والظاهر أنه جعل الألف حرفا والهمزة حرفا آخر، كما ذكره بعض أهل [اللغة] (2) العربية.
وإنما جعلها المصنف مطرحة - مع صحتها - نظرا إلى تضمنها خلاف المعروف من الحروف المذكورة لغة وعرفا.
ونبه بقوله: «وتبسط الدية على الحروف بالسوية» على الرد على ما روي في بعض (3) الأخبار من بسط الدية عليها بحسب حروف الجمل، فيجعل للألف واحد وللباء اثنان وللجيم ثلاثة وللدال أربعة، إلى الآخر.
والرواية المتضمنة لذلك - مع ضعف طريقها - لا تطابق الدية، لأنه إن أريد بالعدد المذكور الدراهم لا يبلغ المجموع الدية، وإن أريد به الدنانير يزيد عن الدية أضعافا مضاعفة.
قوله: «ولا اعتبار... إلخ».

(١) التهذيب ١٠: ٢٦٣ ح ١٠٤٠، الاستبصار ٤: ٢٩٢ ح ١١٠٥، الوسائل ١٩: ٢٧٤ ب «٢» من أبواب ديات المنافع ح ٥.
(٢) من «ث، خ، ط».
(٣) التهذيب ١٠: ٢٦٣ ح ١٠٤٣، الاستبصار ٤: ٢٩٣ ح 1108، الوسائل 19: 275 الباب المتقدم ح 7.
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»
الفهرست