والأخطر من ذلك كله دعوى بعض المتسللين إلى حريم الشريعة: أن وظيفة الدين هو بيان ما يرتبط بالجانب الروحي، وأما غير ذلك فلا قدرة له على التشريع فيه، بل لا بد من الرجوع إلى العرف الذي يشرع - هو - ما يحتاجه بحسب ظروفه الزمانية والمكانية!!!
أجل، ما أخطر هذه التصريحات ممن يرون أنفسهم أنهم عاشوا في أحضان الثقافة الإسلامية، لكنهم لم يستوعبوا عمق هذه الثقافة، فقالوا ما قالوا إما من دون إحساس بالمسؤولية الإسلامية، أو مع إحساس بمسؤولية أخرى.
ومن هنا تعظم مسؤولية العلماء بصورة عامة، والفقهاء بصورة خاصة للقيام بدراسة موضوعية لهذه الشبهات وأمثالها، وإثبات قدرة الشريعة في خوض هذا الصراع، والخروج منه بالفوز والنجاح، كما أثبت التجارب ذلك وليس العهد ببعيد، والله هو الموفق للصواب، وهو القائل: ﴿إن نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ (١) ﴿فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين﴾ (2).