بنصفين متساويين بحيث يمر الخط القائم المار على رؤوس أهل كل ناحية على مركز هذه الدائرة (1).
الثاني - الأفق المحلي: وهو أكبر دائرة صغيرة على سطح الأرض يراها أهل كل ناحية موازية للدائرة العظيمة (2).
وتوضيح ذلك: أن من يقف على سطح الأرض - في صحراء - يرى من الجهات الأربع اتصال السماء بالأرض، فهذا المقدار من السماء الذي يراه الرائي متصلا بالأرض هو المعبر عنه ب " الأفق المحلي ".
وأما عند الفقهاء فليس له - على الظاهر - مصطلح جديد، بل هو مستعمل في المعنى الثاني، أي الأفق المحلي.
الأحكام:
أهم حكم يترتب على عنوان الأفق هو: أنه لو رئي الهلال في أفق ما فهل يحكم برؤيته في الآفاق الأخرى أو لا؟
وتترتب على ذلك ثمرات مهمة تظهر في الصوم إمساكا وإفطارا، وفي الحج، وأمثال ذلك.
والمسألة وإن كانت مطروحة عند المتقدمين لكنها خالية عن عنوان الأفق والآفاق، بل كان عنوان المسألة هو: أنه لو رئي الهلال في بلد ما فهل يحكم برؤيته في البلدان الأخرى وإن كانت متباعدة أو لا؟
نعم ورد هذا العنوان في كلمات فقهاء القرن الأخير فقالوا:
هل يكفي ثبوت الهلال في بلد ما لثبوته في البلدان الأخرى وإن كانت مختلفة الآفاق أو يشترط في ذلك وحدة الأفق؟ أو ما يقارب هذا المعنى.
وعلى أي فالموضوع بحاجة إلى دراسة من ناحيتين: من الناحية الهيئوية، ومن الناحية الفقهية.
أولا - من الناحية الهيئوية:
ولأجل أن يتضح الموضوع لا بد من بيان عدة أمور:
الأول - إن علماء الهيئة فرضوا للكرة الأرضية (360) خطا وهميا بين القطبين: الشمالي والجنوبي، وسموا هذه الخطوط ب " خطوط الطول "، وفرضوا لها (180) خطا وهميا آخر تدور حول الكرة