بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وبعد:
من الواضح أن الثروة الثقافية التي قدمها الإسلام للمجتمع الانساني، تمتاز بالعمق والأصالة، وقد سيطرت هذه الثقافة على قطاعات كبيرة من الثقافات البشرية في فترة طويلة من الزمن، وإن حالت دون اشعاعاتها - في فترة أخرى - غيوم من الجهل والجحود البشري، ولكن سرعان ما تبددت هذه الغيوم بفضل ما امتازت به هذه الثقافة من العمق والأصالة، ونحن اليوم أمام طلبات متزايدة لعرض الفكر الإسلامي وخاصة مذهب أهل البيت (ع) بجميع نواحيه، وخاصة الجانب الفقهي الذي يعتر حلا للمشكلة البشرية في الحياة، ولكن لما كانت الثرة الثقافية الضخمة التي تضمها الكتب الفقهية لا يسهل التوصل إليها إلا لمن مارسها كغيرها من الكتب الاختصاصية، فلذلك كانت بحاجة إلى عرض يسهل على الطالبين غير الأخصائيين التوصل إلى ما يرومونه من هذا العلم، ومما كان يؤكد هذا الأمر عدم تمركز