- ويأتي شاذا من باب ضرب - بمعنى الفساد والهدر، فيقال: حبط العمل حبطا، وحبط دم فلان (1).
اصطلاحا:
الإحباط مصطلح كلامي دخيل في الفقه يبحث عنه في بحث العدالة ومعناه:
" الموازنة بين الأعمال الصالحة والمعاصي، فكل ذنب يحبط بالطاعة فهو صغيرة، وكل ذنب يحبط الطاعة هو كبيرة " (2).
والمعروف بين الإمامية هو بطلان القول بالإحباط، بل الذنوب باقية على حالها حتى يجئ ما يزيلها مثل التوبة، أما الطاعات الأخر فلا مدخلية لها في زوالها، كما أن الذنوب لا مدخلية لها في إزالة الطاعات.
نعم، ربما يتوهم أن تقسيم الذنوب إلى الصغائر والكبائر - كما هو المعروف - ناش من القول بالإحباط، فكل ذنب تزيله الطاعات فهو صغيرة، وكل ذنب يزيل الطاعات فهو كبيرة.
لكنه توهم فاسد، فإنه يمكن الالتزام بهذا التقسيم مع عدم الالتزام بالقول بالإحباط، إذ مراد الفقهاء من هذا التقسيم هو عد بعض الذنوب صغائر مقابل بعض الذنوب الأخرى المعدودة من الكبائر سواء قلنا بأن الذنوب كلها كبائر واقعا أو هي منقسمة كذلك.
قال صاحب الجواهر في رد التوهم المذكور: " وهذا بالإعراض عنه حقيق ضرورة أن المعروف بين الإمامية عدم القول بالإحباط، كما أن المعروف بينهم تقسيم الذنب إلى كبير وصغير، فلا مدخلية للقول المزبور بذلك قطعا فإن إطلاقها أي الصغائر عند الفقهاء بالنسبة إلى غيرها من الكبائر سواء قلنا بكون كل معصية كبيرة أو معاص مخصوصة وهو واضح " (1).
مظان البحث:
البحث عن العدالة في صلاة الجماعة والشهادات.