ويمكن المناقشة فيه، بأن غايتية الاستعمال الخاص إن كانت على وجه تقييد الموضوع له، فيرجع إلى المخالفة في الموضوع له مع أسماء الأجناس، وإلا فلا فارق; ومع عدمه يصح استعمال أحدهما بدل الآخر، وهو كما ترى; وليس من الاستعمال بدلا اختلاف التعبير، بأن يقال: «ابتداء سيري الكوفة وانتهاؤه البصرة»، أو أن يقال: «سرت من الكوفة إلى البصرة»، كما هو واضح.
{حكاية اخرى عنه (قدس سره)} لكن هذه الحكاية، منقوضة بالحكاية الاخرى عن «الرضي» (قدس سره)، من إنكار الوضع في الحروف للمعنى; وأنها كالإعراب علامة الفاعلية والمفعولية; وأن الطرفين ملحوظان على هذا الوجه الخاص، مع إمكان المناقشة في الفرق بين العلامة الجعلية والوضع; فإن الإخلاء عن المعنى، مخالف للوحدة المدعاة بين الأسماء والحروف.
{رد الحكايتين وعدم ورود إشكال السيد الشريف على الرضي (قدس سره)} لكن التأمل في عبارة «الرضي» (قدس سره) في أول كتابه (1)، يشهد بخلاف النسبتين للواقع; وأنه في مقام بيان أن معنى الحرف ما ينضاف إلى معنى لفظ آخر; وأنه وحده لا يفيد المعنى; وأن الاسم الموافق له - كالابتداء - معناه في نفسه، ولذا يخبر عنه، بخلاف الحرف; فإنه لا يفيد إلا خصوصية في المعنى الذي عبر عنه بلفظ آخر وضع له، ولم يوضع الحرف إلا لإفادة معنى في لفظ آخر، له معنى آخر; فلا يستفاد منه إلا تقوم الحرف في ماهيته بالطرف، كما يتقوم العرض في وجوده بالمعروض.