للضارب إلا مع وجود «زيد» مثلا ووجود «ضرب» مثلا، ونسبة بين الضرب و «زيد»; والتعبير عن هذه النسبة يكون بالحرف، فيقال: «زيد في اشتغاله بالضرب»; ويكون بالاسم أو الفعل بنحو التضمن أو الاستلزام، فيقال: «ضارب» و «يضرب».
{ملاحظة في سلب الماهية أو الوجود عن الحرف} وأما أن المعنى الحرفي موجود بلا ماهية، أو معها، أو غير موجود إلا في الاعتبار والانتزاع من اجتماع وجودين على النحو الخاص، فيمكن أن يقال: إن وجود الممكن ملازم لماهيته، وعدم العلم بالماهية كما هي، لا يوجب عدمها، أي العلم بعدمها; بل ما نقل من «أن الحرف ما دل على معنى في غيره» (1)، أو «أنه ما دل على معنى ليس باسم ولا فعل» (2)، يرشد إلى أن معنى الحرف - بحسب النوع - شيء بين المسمى وحركته، موجود فيما بينهما، يراه العقل ثابتا، وأنه لولا ثبوته لم يحمل عرضي على موضوعه، كما لا يحمل عرض على الموضوع.
وأما أن الماهية متأصلة مستقلة بالمفهومية، فليس ذلك من لوازم الماهية التي تختلف اختلافا فاحشا، فقد تكون جوهرا على أنواعه المختلفة، وقد تكون عرضا ضعيفا في وجوده غايته بالنسبة إلى الوجود الجوهري; وهذا الموجود أضعف من العرض، لتوقفه على الطرفين، بخلاف العرض الذي هو الطرفين.
وعدم الاستقلال في المعقولية، على وفق عدم الاستقلال في الموجودية الخارجية; فإن جميع ما في الذهن، على طبق خارجيته في الكمال والنقص، عدا المخترعات الفرضية الذهنية.