{إشارة إلى أن الوضع في الحروف عام والموضوع له خاص} وهذا لازم كون المعنى الحرفي - أعني النسب التي هي مفاد الحروف والهيئات - معاني غير مستقلة في شيء من الوجودين، وكون المعنى الاسمي مستقلا بالمفهومية، كان من الموجودات الحقيقية أو الاعتبارية، وليس المعنى الحرفي إلا موجودا بالاعتبار، على ما مر.
كل ذلك من لوازم عدم كون النسبة ماهية متأصلة مستقلة بالمفهومية، لا من المقولات الحقيقية، ولا من العناوين الانتزاعية المستقلة في اللحاظ، الموجودة في الخارج بالعرض وبالاعتبار، كعناوين المشتقات; فيمكن أن يكون طريق الوضع في الحروف وما بمثابتها، هو لحاظ العنوان المنطبق على معنوناته الخارجية، والوضع بمعرفيته للأشخاص المعنونات بذلك العنوان; فلا يكون الوضع فيها إلا عاما والموضوع له إلا خاصا. وسيأتي - إن شاء الله - تنقيح ذلك في البيانات الآتية (1).