أو كشرح لكتاب أصولي، أو كتعليق عليه، أو كمقدمة لكتاب فقهي كما في كشف الغطاء للفقيه الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى (1228).
وهنا حصل انقلاب آخر في علم الأصول على يد الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفى (1281). وهذا الانقلاب وإن كانت جذوره موجودة من زمن الوحيد البهبهاني، بل ومن قبله أيضا لكنها نمت وترعرعت على يدي هذا العالم الكبير، فمن هذا الحين تولد الأصول الحديث، ووضعه أسسه، فحصل تطور في منهجة الأبحاث الأصولية وموادها.
وعلى هذا الأساس ألف كتابه " فرائد الأصول " - الرسائل - وهو مجموعة رسائل في القطع وحجية والظن والخبر الواحد، وفي الأصول العملية - البراءة، والتخيير، والاحتياط، والاستصحاب - والبحث عن تعارض الأخبار وأمثال ذلك، وهو اليوم محط أنظار العلماء في أبحاثهم الأصولية.
وكتب تلامذته تقريرات أبحاثه، فمما كتب، تقرير بحثه " مطارح الأنظار " الذي كتبه بيد تلميذه الشيخ أبي القاسم الكلانتري.
وعلى منواله مشى من تأخر عنه، بل للمتأخرين - أيضا - ابتكارات في هذا العلم، ولذلك فقد أخذ يتسع ويتطور إلى زماننا هذا بحيث اشتكي من شدة تضخمه.
ومن المقطوع به أنه لم يكن الآن في مذهب من المذاهب الإسلامية أصول عميق ومتطور كما هو موجود - فعلا في المذهب الإمامي.
وعلى أي فالذين ألفوا واشتهروا في الأصول من بعد الشيخ الأنصاري قدس سره هم:
1 - تلميذه الشيخ محمد حسن الآشتياني المتوفى (1319)، وله كتاب " بحر الفوائد " وهو شرح للرسائل.
2 - وتلميذه الآخر الميرزا حبيب الله الرشتي المتوفى (1312) صاحب كتاب " بدائع الأصول ".