ولم يصل - مع الأسف الشديد - كتاب هذا العالم الجليل إلينا، ولكن نقل فتاواه ابن إدريس والمحقق والعلامة الحليين وأخذ منهم من تأخر.
قال ابن إدريس بعد الثناء عليه: "... وكتابه كتاب حسن كبير، وهو عندي " (1).
ومم شيد أركان هذه الطريقة العالم الجليل أبو علي محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي الذي كان - من أعلام القرن الرابع أيضا - قال عنه النجاشي:
" محمد بن أحمد بن الجنيد أبو علي الكاتب الإسكافي، وجه في أصحابنا، ثقة، جليل القدر صنف فأكثر... ".
ثم ذكر كتبه، ومنها: كتاب تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة، وكتاب الأحمدي للفقه المحمدي، الذي اختصره من الأول.
ثم قال في آخر كلامه: " وسمعت شيوخنا الثقاة يقولون عنه، إنه كان يقول بالقياس " (2).
وهكذا أطروا عليه، لكنهم أخذوا عليه عمله بالقياس، والمتقدمون وإن تركوا قوله - كما قيل - لكن المتأخرين عن الشيخ قدس سره كابن إدريس والمحقق والعلامة وغيرهم اعتمدوا على أقواله فنقلوها في كتبهم، وفي ذلك بحث ليس هذا محله (3).
وأما كتاباه فلم يصلا إلينا، نعم وصل الثاني منهما - أي كتاب الأحمدي - إلى العلامة، حيث قال:
" وقع إلي من كتب هذا الشيخ المعظم الشأن: كتاب الأحمدي في الفقه المحمدي، وهو كتاب جيد يدل على فضل هذا الرجل وكماله، وبلوغه الغاية القصوى في الفقه، وجودة نظره - قال -: وأنا ذكرت خلافه وأقواله في كتاب مختلف الشيعة في