3 - كتاب النهاية لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى (460).
وكانت هذه الكتب - عدا المقنعة - مؤلفة من متون الروايات أو مضامينها.
وعاصر هذا التغيير آخر أكثر أهمية، وهو: تكثير الفروع وتفريعها، وذكر الأقوال فيها ثم الاستدلال عليها، أو مناقشتها، وهكذا.
ويبدو أن بدء هذا التغيير كان على يد العالم الجليل: " الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني " - وهو من أعلام القرن الرابع - الذي قال عنه النجاشي:
" الحسن بن علي بن أبي عقيل أبو محمد العماني الحذاء، فقيه، متكلم، ثقة، له كتب في الفقه والكلام، منها كتاب " المتمسك بحبل آل الرسول " كتاب مشهور في الطائفة، وقيل: ما ورد الحاج من خراسان إلا طلب واشتري منه نسخ... " (1).
وأثنى عليه كل من ذكره من الفقهاء وأصحاب الترجمة كالشيخين: المفيد والطوسي، وابن إدريس والمحقق والعلامة الحليين وغيرهم (2).
وممن ذكره وترجم له: العلامة بحر العلوم في فوائده الرجالية، حيث قال بعد ذكر أقوال العلماء فيه:
" قلت: حال هذا الشيخ الجليل في الثقة والعلم والفضل والكمال والفقه أظهر من أن يحتاج إلى بيان، وللأصحاب مزيد اعتناء بنقل أقواله وضبط فتاواه، خصوصا الفاضلين، ومن تأخر عنهما، وهو أول من هذب الفقه واستعمل النظر، وفتق البحث عن الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى، وبعده الشيخ الفاضل ابن الجنيد، وهما من كبار الطبقة السابقة، وابن أبي عقيل أعلى طبقة منه، فإن ابن الجنيد من مشايخ المفيد، وهذا الشيخ من مشايخ شيخه جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله " (3).