أولا - اختلاف البلدان في الطول، فإذا فرضنا خروج القمر من المحاق مقارنا للغروب في مدينة ما، بحيث لا يكون الهلال قابلا للرؤية فيها لضالته، لكن سوف يصبح بعد ساعات ممكن الرؤية، لازدياد الجزء المستنير من القمر كلما بعد عن المحاق، فإذا غربت الشمس في بلد يقع غرب تلك المدينة - بعد ساعات - فيكون الهلال قابلا للرؤية فيها، وتزداد هذه القابلية كلما ازدادت فاصلة المدينة الثانية طولا مثل مدينتي طهران ولندن، ف " طهران " تقع في خط طولي يبلغ (5 / 51 درجة) ولندن تقع بقرب كرينويج التي هي مبدأ محاسبة خطوط الطول، ولذلك تغرب الشمس في طهران قبل لندن بما يقارب ثلاث ساعات وربع الساعة، فإذا كان خروج القمر من المحاق مقارنا للغروب في طهران بحيث لا يمكن رؤية الهلال لضالته، لكنه سوف يكون قابلا للرؤية عند غروب الشمس في لندن، لأنه سوف يتضخم المقدار المستنير من القمر في هذه الساعات لابتعاده فيها عن المحاق كما تقدم.
ثانيا - اختلاف البلدان في العرض، فمثلا إن مدينة طهران التي يكون عرضها الشمالي (35 درجة و 41 دقيقة و 59 ثانية) يكون أطول أيام السنة فيها ما يقرب أربع عشرة ساعة ونصف الساعة، بينما يكون النهار في النقطة المقابلة لها الواقعة في النصف الجنوبي من الكرة - المتحدة معها في الطول، ويكون عرضها الجنوبي (35 درجة و 41 دقيقة و 59 ثانية) - تسع ساعات ونصف ساعة تقريبا (1)، فيكون الاختلاف بينهما خمس ساعات، فتطلع الشمس في طهران قبل تلك النقطة بساعتين ونصف الساعة وتغرب فيه قبلها بساعتين ونصف الساعة أيضا، فإذا فرضنا أن خروج القمر من المحاق في تلك النقطة يكون مقارنا لغروب الشمس بحيث لا يرى الهلال فيها، فسوف يكون قابلا للرؤية في طهران عند غروب الشمس فيها، لأن الهلال - في هاتين الساعتين ونصف الساعة - يأخذ في التضخم ويكون قابلا للرؤية.
ثالثا - البعد والقرب من خط الاستواء، وذلك لأن مسير القمر لما كان حول خط الاستواء - تقريبا - فيكون