في أنه أوصى أبو جعفر إلى ابنه جعفر (عليهما السلام) بأشياء في غسله وكفنه ودفنه، فما أوصاه به أن قال حين احتضر: إذا أنا مت فاحفروا لي وشقوا لي شقا. وقال:
يا جعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وارفع قبري أربع أصابع ورشه بالماء، وأوصى بثمانمائة درهم لمأتمه، وكان يرى ذلك من السنة لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا (1). وغير ذلك (2).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي أبي: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا، النوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى (3).
الإرشاد: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أبي استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر، فقال: اكتب: هذا ما أوصى به يعقوب بنيه: * (يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) *. وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة، وأن يعممه بعمامته، وأن يربع قبره ويرفعه أربع أصابع، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه، ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله، فقلت: يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه! فقال: يا بني كرهت أن تغلب، وأن يقال: لم يوص إليه، وأردت تكون لك حجة (4).
بصائر الدرجات: عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): حدثني عبد الكريم بن حسان، عن عبيدة الخثعمي، عن أبيك أنه قال:
كنت ردف أبي وهو يريد العريض قال: فلقيه شيخ أبيض الرأس واللحية يمشي، قال: فنزل إليه فقبل بين عينيه، فقال إبراهيم: ولا أعلمه إلا أنه قبل يده، ثم جعل يقول له: جعلت فداك والشيخ يوصيه، فكان في آخر ما قال له: انظر الأربع ركعات فلا تدعها قال: وقام أبي حتى توارى ثم ركب، فقلت: يا أبه من هذا الذي صنعت به ما لم أرك صنعته بأحد؟ قال: هذا أبي يا بني (5).