في رواية جابر عن مولانا الباقر (عليه السلام) قال في هذه الآية: أما النعمة الظاهرة فهو النبي (صلى الله عليه وآله) وما جاء به من معرفة الله عز وجل وتوحيده، وأما النعمة الباطنة فولاية أهل البيت (1).
إكمال الدين: عن محمد بن زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) * فقال:
النعمة الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب (2).
تفسير قوله تعالى: * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) *:
قال الرازي: إعلم أن الإنسان إذا أراد أن يعرف أن الوقوف على أقسام نعم الله تعالى ممتنع، فعليه أن يتأمل في شئ واحد ليعرف عجز نفسه ونحن نذكر منه مثالين: المثال الأول أن الأطباء ذكروا أن الأعصاب قسمان - الخ. المثال الثاني أنه إذا أخذت اللقمة الواحدة لتضعها في الفم فانظر إلى ما قبلها وما بعدها.
أما الأمور التي قبلها أن تلك اللقمة من الخبز لا تتم ولا تكمل إلا إذا كان هذا العالم بكليته قائما على الوجه الأصوب، لأن الحنطة لابد منها وأنها لا تنبت إلا بمعونة الفصول الأربعة، وتركيب الطبائع، وظهور الأرياح والأمطار، ولا يحصل شئ منها إلا بعد دوران الأفلاك واتصال بعض الكواكب ببعض على وجوه مخصوصة في الحركات، ثم بعد تكون الحنطة لابد من آلات الطحن والخبز، وهي لا تحصل إلا عند تولد الحديد في أرحام الجبال، ثم إن الآلات الحديدية لا يمكن إصلاحها إلا بآلات أخرى حديدية سابقة عليها ولابد من انتهائها إلى آلة حديدية هي أول هذه الآلات، ثم إذا حصلت تلك الآلات فانظر إلى أنه لابد من اجتماع العناصر الأربعة حتى يمكن طبخ الخبز من ذلك الدقيق.
وأما النظر فيما بعد حدوثها فتأمل في تركيب بدن الحيوان وهو أنه تعالى كيف خلق هذه الأبدان حتى يمكنها الانتفاع بتلك اللقمة، ولا يمكنك أن تعرف