تحتضنه، فإذا خرجت الفراريخ كسرت ما كان في الشمس وسقت تلك الفراريخ ما فيها من الرطوبات التي ذوبتها الشمس ورققتها فإذا قويت تلك الفراريخ أخرجت الثلث الثاني الذي دفنته في الأرض وثقبتها، وقد اجتمع فيها من النمل والذباب والديدان والحشرات فجعل تلك الأشياء طعمة لتلك الفراريخ، فإذا تم ذلك فقد صارت تلك الفراريخ قادرة على الرعي والطلب ولا شك أن هذا الطريق حيلة عجيبة في تربية الأولاد (1).
نفث: نفث فلانا: سحره. والنفاث والنافث: الساحر. والمؤنث نفاثة وجمعها نفثات. والمنفوث المسحور. ونفث البصاق من فيه رمى به. ونفث الجرح الدم أظهر. ونفث في قلبه أي القي والهم. كذا في المنجد.
وفي المجمع نحوه مع نقله الحديث أن الروح الأمين نفث في روعي أي أن جبرئيل ألقى في قلبي. والنفث شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل لأن التفل لا يكون إلا ومعه شئ من الريق، والنفث نفخ لطيف بلا ريق - الخ.
نزول قوله تعالى: * (من شر النفاثات في العقد) * في سحر اليهودي النبي (صلى الله عليه وآله) فنزل المعوذتان لإبطاله (2). وتقدم في " سحر ".
أقول: وعلى هذا الأخير أي النفث بمعنى النفخ بلا ريق يحمل ما تقدم في " ذرع ": من نفث رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الذراع المسمومة.
وكذا ما ورد من نفث الرسول (صلى الله عليه وآله) على رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم ضربه عمرو بن عبد ود فبرأ (3).
الخرائج: روي أن سلمة بن الأكوع أصابه ضربة يوم خيبر فأتى النبي (صلى الله عليه وآله) فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكاها حتى الممات (4).