وتعجب الراوي قال: أخبرك بما هو أعجب منه أن الإمام يعلم منطق الطير ومنطق كل ذي روح خلقه الله، وما يخفى على الإمام شئ (1). ويدل على ذلك ما في البحار (2). تقدم في " عصفر " و " ظبي " و " ثعب " و " ثعلب " وهكذا كل في محل اسمه، وكذا في " كلم " و " شجر " و " جبل " وغيره. وفي " وسا ": نطق الأشجار والأحجار وغيرهما بذكر محمد وأوصيائه صلوات الله عليهم.
في المجمع: في حديث الصادق (عليه السلام): أعطي سليمان بن داود مع علمه معرفة النطق بكل لسان، ومعرفة اللغات ومنطق الطير والبهائم، وكان إذا شاهد الحروب تكلم بالفارسية، وإذا قعد لعماله وجنوده وأهل مملكته تكلم بالرومية، وإذا خلا بنسائه تكلم بالسريانية والنبطية، وإذا قام في محرابه لمناجاة ربه تكلم بالعربية وإذا جلس للوفود والخصماء تكلم بالعبرانية. إنتهى.
في توحيد المفضل قال الصادق (عليه السلام): تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست أسمائه به على الإنسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه ونتيجة فكره، وبه يفهم من غيره ما في نفسه، ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشئ ولا تفهم عن مخبر شيئا.
وكذلك الكتابة التي بها تقيد أخبار الماضين للباقين، وأخبار الباقين للآتين، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها، وبها يحفظ الإنسان ذكر ما يجري بينه وبين غيره من المعاملات والحساب، ولولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض، وأخبار الغائبين عن أوطانهم، ودرست العلوم، وضاعت الآداب، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم، وما روي لهم مما لا يسعهم جهله - الخ (3).
ومن كلام بعض الحكماء: إذا أردت أن تعرف هل يضبط الإنسان شهواته