يحضرون مجلسه ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف وأميال فإذا نطق أبو الحسن (عليه السلام) بكلمة وأفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك (1).
في اعتراف مطران - أعلم الناس بعلم النصرانية - بكثرة علم موسى بن جعفر (عليه السلام) وأن عند موسى علم الإسلام، وعلم التوراة، وعلم الإنجيل والزبور وكتاب هود، وكلما انزل على نبي من الأنبياء (2).
روي في عبادته: أنه دخل عبد الله القزويني على الفضل بن الربيع وكان جالسا على سطح، فقال لي: ادن مني وأشرف إلى البيت في الدار، فأشرفت، فقال:
ما ترى في البيت؟ قلت: ثوبا مطروحا فقال: انظر حسنا فتأملت فقلت: رجل ساجد فقال لي: تعرفه؟ قلت: لا. قال: هذا مولاك. قلت: ومن مولاي؟! قال:
تتجاهل علي؟! فقلت: ما أتجاهل. فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر إني أتفقده الليل والنهار، فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها. ثم ذكر عبادته وسجداته في الليل والنهار (3).
عيون أخبار الرضا (عليه السلام): الخبر المروي عن الفضل ومضيه إلى منزل أبي إبراهيم وأنه أتى إلى خربة فيها كوخ من جرائد النخل ورأي غلاما أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه من كثرة سجوده، فقال له: السلام عليك يا بن رسول الله أجب الرشيد (4).
عيون أخبار الرضا (عليه السلام): الثوباني قال: كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) - بضع عشرة سنة - كل يوم سجدة بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الزوال، قال: فكان هارون ربما صعد سطحا يشرف منه على الحبس الذي حبس فيه أبا الحسن (عليه السلام) فكان يرى أبا الحسن ساجدا فقال للربيع: ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟ قال: يا أمير المؤمنين ما ذاك بثوب وإنما هو موسى