في مواعظه (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: لا يدخل الجنة قتات. قلت: وما القتات؟ قال:
النمام، يا باذر صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عز وجل في الآخرة (1).
خبر نمام قوم موسى وكشفه بالقرعة (2).
في كلمات الصادق (عليه السلام): وإن من أكبر السحر النميمة، يفرق بها بين المتحابين ويجلب العداوة على المتصافيين، ويسفك بها الدماء، ويهدم بها الدور، ويكشف الستور. والنمام أشر من وطئ على الأرض بقدم - الخ (3).
بيان: إعلم أن النميمة نقل قول الغير إلى المقول فيه كما تقول: فلان تكلم فيك بكذا وكذا سواء نقل ذلك بالقول أم بالكتابة أم بالإشارة والرمز. فإن تضمن بذلك نقصا أو عيبا في المحكي عنه كان ذلك راجعا إلى الغيبة أيضا، فجمع بين معصية الغيبة والنميمة. والنميمة إحدى المعاصي الكبائر قال الله تعالى: * (هماز مشاء بنميم) * وقال: * (ويل لكل همزة لمزة) * قيل: الهمزة النمام (4).
ينبغي لكل من حملت إليه النميمة ستة أمور: (1) أن لا يصدقه لأنه فاسق مردود الشهادة قال الله تعالى: * (إن جاءكم فاسق) * - الآية. (2) أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح له فعله قال تعالى: * (وأمر بالمعروف وانه عن المنكر) *. (3) أن يبغضه في الله فإنه بغيض عند الله. (4) أن لا تظن بأخيك سوء بمجرد قوله لقوله تعالى: * (اجتنبوا كثيرا من الظن) *. (5) أن لا يحملك ما حكي لك على التجسس والبحث للتحقق لقوله تعالى: * (ولا تجسسوا) *. (6) أن لا ترضى لنفسك ما نهيت النمام عنه، فلا تحكي نميمته فتقول: فلان قد حكى لي كذا وكذا، فتكون به نماما ومغتابا.
وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إن رجلا أتاه يسعى إليه برجل، فقال: يا هذا