وروي أن رجلا استوقف المأمون ليستمع منه فلم يقف له، فقال:
يا أمير المؤمنين إن الله تعالى استوقف سليمان بن داود لنملة ليستمع منها، وما أنا عند الله بأحقر من نملة وما أنت عند الله تعالى بأعظم من سليمان، فقال المأمون:
صدقت ووقف وسمع كلامه وقضى حاجته (1).
ذكر ما حكي من ذكائه (2). وفي توحيد المفضل قال مولانا الصادق (عليه السلام):
يا مفضل تأمل وجه الذرة الحقيرة الصغيرة هل تجد فيها نقصا عما فيه صلاحها فمن أين هذا التقدير والصواب في خلق الذرة إلا من التدبير القائم في صغير الخلق وكبيره. انظر إلى النمل واحتشادها في جمع القوت وإعداده، فإنك ترى الجماعة منها إذا نقلت الحب إلى بيتها بمنزلة جماعة من الناس ينقلون الطعام أو غيره، بل للنمل في ذلك من الجد والتشمير ما ليس للناس مثله.
أما تراهم يتعاونون على النقل كما يتعاون الناس على العمل؟ ثم يعمدون إلى الحب فيقطعونه قطعا لكيلا ينبت فيفسد عليهم، فإن أصابه ندى أخرجوه قشروه حتى يخف، ثم لا يتخذ النمل الزبية إلا في نشز (أي مكان مرتفع) من الأرض كي لا يفيض السيل فيغرقها فكل هذا منه بلا عقل ولا روية، بل خلقة خلق عليها لمصلحة لطفا من الله عز وجل - الخبر (3).
في أن عزير خرج إلى البرية بأمر من الله فرأى شجرة فاستظل بها ونام، فجاءت نملة فقرصته، فدلك الأرض برجله، فقتل من النمل كثيرا فعرف أنه مثل فتنبه - الخ (4).
السرائر: عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا بأس بقتل النمل آذتك أو لم تؤذك. وعن عبيد بن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في