يمانية ولولا الهجرة لكنت امرءا من أهل اليمن (1).
وفي حديث آخر قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن خير الرجال أهل اليمن، والإيمان يمان وأنا يماني، وأكثر قبائل دخول الجنة يوم القيامة مذحج.
بيان: إنما قال ذلك لأن الإيمان بدا من مكة وهي من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال: الكعبة اليمانية. قال الجوهري: اليمن بلاد العرب، والنسبة إليهم يمني، ويمان مخففة والألف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه وبعضهم يقول: يماني بالتشديد. إنتهى (2).
أقول: قال الفيروزآبادي في قوله: أجد نفس ربكم من قبل اليمن: المراد ما تيسر له من أهل المدينة، وهم يمانون من النصرة والإيواء. إنتهى.
رواية علي بن عثمان الأشج المعروف بأبي الدنيا عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من أحب أهل اليمن فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني (3).
عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان إذا دخل عليه أناس من اليمن قال: مرحبا برهط شعيب وأحبار موسى (4). وتقدم في " ظهر ": ما يتعلق باليمن.
قصة قوم من أهل اليمن كان عندهم ألواح موسى أخذوها من الجبل الذي استودعها موسى، فدفعوها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله). وفي رواية أخرى وصلت إليهم وراثة عن يوشع بن نون. وقد أشير إلى ذلك في " جفر " (5).
باب بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى اليمن (6).
أقول: قد أشرنا في " عقب ": ذهابه (عليه السلام) إلى اليمن وما اتفق له في عقبة أفيق.