لما يوقعك فيها، انظروا إلى هذه القبور سطورا بأفناء الدور - إلى قوله: - يا بن الأيام الثلاث: يومك الذي ولدت فيه، ويومك الذي تنزل فيه قبرك، ويومك الذي تخرج فيه إلى ربك، فياله من يوم عظيم.
يا ذوي الهيئة المعجبة، والهيم المعطنة مالي أرى أجسامكم عامرة وقلوبكم دامرة، أما والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه، وما أنتم إليه صائرون لقلتم: * (يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) * وقال جل من قائل: * (بل بدا لهم ما كانوا يخفون - ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) * (1).
وقال (عليه السلام): من لم يجعل الله له من نفسه واعظا، فإن مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا (2).
موعظة الباقر (عليه السلام) عمر بن عبد العزيز بقوله: يا عمر إنما الدنيا سوق من الأسواق منها خرج قوم بما ينفعهم، ومنها خرجوا بما يضرهم - إلى أن قال: - واتق الله يا عمر وافتح الأبواب وسهل الحجاب، وانصر المظلوم ورد المظالم، ثم قال:
ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان بالله، فجثا عمر على ركبتيه وقال: إيه يا أهل بيت النبوة فقال: نعم يا عمر من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له، فدعا عمر بدواة وقرطاس وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا مارد عمر بن عبد العزيز ظلامة محمد ابن علي (عليه السلام) فدك (3).
باب مواعظ الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) ووصاياه وحكمه (4).
أمالي الصدوق: روي أنه جاء إلى الصادق (عليه السلام) رجل فقال له: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله علمني موعظة. فقال له: إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا؟ وإن كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا؟ وإن كان الحساب حقا