قال الشهيد في القواعد: لا يؤثر نية المعصية عقابا ولا ذما ما لم يتلبس بها، وهو مما ثبت في الأخبار العفو عنه، ولو نوى المعصية وتلبس بما نواه معصية فظهر خلافها ففي تأثير هذه النية نظر - الخ.
قال شيخنا البهائي في بعض تعليقاته على الكتاب المذكور: قوله: " لا يؤثر نية المعصية " غرضه أن نية المعصية إن كانت معصية إلا أنه لما وردت الأخبار بالعفو عنها لم يترتب على فعلها عقاب ولا ذم وإن ترتب استحقاقهما ولم يرد أن قصد المعصية والعزم على فعلها غير محرم كما يتبادر إلى بعض الأوهام حتى لو قصد الافطار مثلا في شهر رمضان ولم يفطر لم يكن آثما. كيف والمصنف مصرح في كتب الفروع بتأثيمه. والحاصل أن تحريم العزم على المعصية مما لا ريب فيه عندنا وكذا عند العامة، وكتب الفريقين من التفاسير وغيرها مشحونة بذلك، بل هو من ضروريات الدين. ثم ذكر كلمات الفريقين شاهدا على ذلك (1).
باب فيه نية الصلاة (2).
عن الجعفريات بسنده أن عليا (عليه السلام) رأى رجلا وهو يقول: لبيك بحجة قال:
فأشار إليه: إن الله تعالى أعلم بسريرتك، نيتك تكفيك فلا تلفظن بشئ.
فضل نية الخير وما ورد في ذلك من الروايات يذكر في باب ثواب تمني الخيرات (3). تقدم في " منى " ما يتعلق بذلك.
تفسير علي بن إبراهيم: في الرضوي (عليه السلام) خبر الصحائف التي لم يعملها المؤمنون ولكن نووها، فكتب لهم ويثابون عليها (4).
في مواعظ النبي (صلى الله عليه وآله): يا باذر ليكن لك في كل شئ نية حتى في النوم والأكل (5).