قاله الصادق (عليه السلام) في رواية المفضل (1).
تفسير قوله تعالى: * (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ) * (2).
معاهدة الرسول (صلى الله عليه وآله) مع يهود المدينة (3).
الإرشاد، الإحتجاج: روي أن بعض أحبار اليهود جاء إلى أبي بكر فقال له:
أنت خليفة رسول الله على الأمة؟ فقال: نعم، فقال: إنا نجد في التوراة أن خلفاء الأنبياء أعلم أممهم، فخبرني عن الله أين هو؟ في السماء هو أم في الأرض؟ فقال له: في السماء على العرش، قال اليهودي: فأرى الأرض خالية منه، فأراه على هذا القول في مكان دون مكان! فقال له أبو بكر: هذا كلام الزنادقة، أعزب عني وإلا قتلتك.
فولى الرجل متعجبا يستهزئ بالإسلام، فاستقبله أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له:
يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه وما أجبت به وإنا نقول:
إن الله عز وجل أين الأين فلا أين له، وجل أن يحويه مكان، وهو في كل مكان بغير مماسة ولا مجاورة يحيط علما بما فيها، ولا يخلو شئ من تدبيره تعالى، وإني مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم، يصدق بما ذكرته لك فإن عرفته أتؤمن به؟ قال اليهودي: نعم.
قال: ألستم تجدون في بعض كتبكم أن موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا إذ جاءه ملك من المشرق فقال له: من أين جئت؟ قال: من عند الله عز وجل، ثم جاءه ملك من المغرب فقال له: من أين جئت؟ قال: من عند الله عز وجل، ثم جاءه ملك آخر، فقال له: من أين جئت؟ قال: قد جئتك من السماء السابعة من عند الله عز وجل، وجاءه ملك آخر فقال: من أين جئت؟ قال: قد جئتك من الأرض السابعة السفلى من عند الله عز وجل، فقال موسى: سبحان من لا يخلو منه مكان