والعلوي (عليه السلام): إن الوفاء توأم الصدق، ولا أعلم جنة أوقى منه (1).
قال الدميري في أحوال الهدهد: قال الجاحظ: إنه وفاء حفوظ ودود، وذلك أنه إذا غابت أنثاه لم يأكل ولم يشرب ولم يشتغل بطلب طعم ولا غيره، ولا يقطع الصياح حتى تعود إليه، فإن حدث حادث أعدمه إياها لم يسفد بعدها أنثى أبدا، ولم يزل صائحا عليها ما عاش، ولم يشبع أبدا من طعم بل يناله منه ما يمسك رمقه إلى أن يشرف على الموت، فعند ذلك ينال منه يسيرا (2).
باب لزوم الوفاء بالوعد والعهد وذم خلفهما (3).
البقرة: * (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) *.
أمالي الطوسي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقربكم غدا مني في الموقف أصدقكم للحديث، وأداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقا وأقربكم من الناس (4).
وتقدم في " وعد " و " عهد " ما يتعلق بذلك. وكذا في " شعر " في فصل 18 في أشعار الصادق (عليه السلام) مدح الوفاء.
وقال مولانا الصادق (عليه السلام) في وصيته للمفضل: ولا تعدن أخاك وعدا ليس في يدك وفائه - الخ (5). وتمامه في " ستت ".
باب وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وغسله والصلاة عليه ودفنه (6).
قبض (صلى الله عليه وآله) وهو ابن ثلاث وستين سنة في سنة عشر من الهجرة، وكان في مكة أربعين سنة، ثم نزل عليه الوحي في تمام الأربعين، وكان بمكة ثلاث عشرة سنة، ثم هاجر إلى المدينة وله ثلاث وخمسين، وأقام بالمدينة سنين، وقبض يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر. وقيل غير ذلك (7).