التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك وهو المعروف عند أهل الشرع. والثالثة التوقي عن كل ما يشغل القلب عن الحق وهذه درجة الخواص بل خاص الخاص (1).
قال في المجمع: والتقوى في الكتاب العزيز جاءت لمعان: الخشية والهيبة ومنه قوله تعالى: * (وإياي فاتقون) *، والطاعة والعبادة ومنه قوله تعالى: * (اتقوا الله حق تقاته) *، وتنزيه القلوب عن الذنوب وهذه كما قيل هي الحقيقة في التقوى دون الأولين. إنتهى.
الكافي: عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث: إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى - الخ (2). وتقدم في " زود ": زاد التقوى وتفسيره.
فيما أوحى الله تعالى إلى داود: ولربما صلى العبد فأضرب بها وجهه وأحجب عني صوته، أتدري من ذلك يا داود؟ ذلك الذي يكثر الالتفات إلى حرم المؤمنين بعين الفسق وذلك الذي حدثته نفسه لو ولي أمرا لضرب فيه الأعناق ظلما.
يا داود نح على خطيئتك كالمرأة الثكلى على ولدها، لو رأيت الذين يأكلون الناس بألسنتهم وقد بسطتها بسط الأديم وضربت نواحي ألسنتهم بمقامع من نار، ثم سلطت عليهم موبخا لهم يقول: يا أهل النار هذا فلان السليط فاعرفوه، كم ركعة طويلة فيها بكاء بخشية قد صلاها صاحبها لا تساوي عندي فتيلا حين نظرت في قلبه فوجدته إن سلم من الصلاة، وبرزت له امرأة وعرضت عليه نفسها أجابها، وإن عامله مؤمن خانه (3).
قال تعالى: * (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) * قال العسكري (عليه السلام) في هذه الآية: بيان وشفاء للمتقين من شيعة محمد وعلي إنهم اتقوا أنواع الكفر فتركوها واتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها، واتقوا إظهار أسرار الله تعالى وأسرار أزكياء عباده الأوصياء بعد محمد (صلى الله عليه وآله) فكتموها، واتقوا ستر العلوم عن أهلها